مجالات العبادة
مجالات العبادة .. يفتقر الإنسان إلى القرب من الله سبحانه وتعالى بكافة أنواع العبادة المشروعة، حتى يحظى برضى الله تعالى عنه، ومن ثم يفوز بدخول الجنة، التي وعده الله عبده التقي، والعبادة هي الأساس الذي من أجله أوجدنا الله عز وجل، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات56). وفي الموضوع الحالي سنتناول سويا مجالات مختلفة للعبادات، أقسامها وأحبها إلى الله.
بعض مجالات العبادة
العبادة: أن يقوم المسلم بفعل ما يرضى عنه الله، وتجمع القول والعمل الظاهر أمام أعين الناس والباطن الخفي عن أعينهم. ومجالات العبادات متنوعة، منها المجالات الواجبة ومنها المجالات المستحبة، فمن المجالات الواجبة: التلفظ بالشهادتين، الصلاة، الزكاة، وأيضا طاعة الوالدين، صلة الأرحام وغض البصر. ومن المجالات للعبادة المستحبة: التحميد المتوالي، التسبيح الكثير والتكبير المتواصل.
ونلاحظ أن مجالات العبادة في الحياة:
فهي تدخل في حياة المسلم، الذي ينوي بأعماله المعتادة الرضا من الله تعالى، وتجمع عبادته لله بالقلب، باللسان، بالسمع، بالبصر، بالمال، بالبدن وبالنفس.
كما أن مجالات العبادة في الاسلام:
فهي تشمل عبادات المسلم من فرائض ونوافل، بشرط إخلاص القصد لله سبحانه، واقتفاء سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كالصلاة، الصيام، الحج، الذكر، الصدقة وصنع المعروف للآخرين.
ربما تفيدك قراءة:عبادات روحية كل يوم
امثلة على العبادات
هناك عبادات سنويا، عبادات شهريا، عبادات أسبوعيا وعبادات يوميا، يؤديها المسلم في حياته، محتسبا فيه الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
عبادات يومية مثل: خمسة الصلوات المفروضة وصلاة الأوابين.
وعبادات أسبوعيا، مثل: الصيام ليومي الاثنين والخميس النافلتين وصلاة الجمعة.
وعبادات شهريا، مثل: صيام الأيام القمرية (البيض).
وعبادات سنويا، مثل: الزكاة المفروضة وصيام شهر رمضان.
ربما تفيدك قراءة: انواع العبادات في الاسلام.. ما تنفرد به المرأة
انواع العبادة الظاهرة والباطنة
ومن العبادة ما تتم أمام البشر وتسمى بالعبادة الظاهرة، ومنها ما هو خفي، لا يظهر أمام الناس، فمن العبادات الظاهرة: الصلاة في المسجد، الحج والجهاد.
فما هي العبادة؟
هو القيام بكافة الأعمال التعبدية، التي يرضى عنها الله سبحانه، سواء كانت ظاهرة أو باطنة، والتبرء من الشرك المنافي للتوحيد. ومن العبادات الباطنة: محبة الله، خوفه، رجاؤه والتوكل عليه.
اقسام العبادة
ولهذه الطاعات الظاهرة والباطنة أقسام، وفقا لأعضاء الجسد التي تقوم بفعلها، والأقسام هي:
- عبادة البدن: يقوم بها البدن، مثل: الصلاة، الحج والطواف.
- عبادة القلب، يقوم بها القلب، مثل: الاستغاثة، الاستعانة والإنابة.
- عبادة القول: يقوم بها اللسان، مثل: الاستغفار، الدعاء وقراءة القرءان.
- عبادة المال، مثل: النفقة، الصدقة والزكاة.
احب العبادت لله
أحب القربات إلى الله تعالى هي الفرائض، ثم تأتي النوافل في المرتبة الثانية، وهي تجبر النقص في الفرائض وتكمله. ففي الحديث القدسي، قال الله سبحانه: (وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه), وقال: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) (صحيح البخاري). وبذلك نعرف أن مراتب العبادة، من حيث ظهورها وخفائها، ترجع إلى ثلاثة أصول، وهي: الإسلام، الإيمان والإحسان، وهي أعلى مراتب العبادة والدين.
-1الإسلام:
تدخل فيه العبادات الظاهرة، التي أمر الله بها في الإسلام، مثل التلفظ بالشهادتين، الصلاة، الزكاة لمن تجب عليه، الصيام والحج لمن استطاع.
2.الإيمان:
وتدخل فيه العبادات الباطنة أو العبادات القلبية، مثل: الخوف، الرجاء، المحبة، التصديق بالله، بالملائكة، بالكتب، بالرسل، باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. وكل عبادة تتعلق بالقلب تدخل في هذه المرتبة.
-
الإحسان: هي أعلى وأعظم مرتبة في مراتب العبادات، وأقصى العبادات القلبية.
ومراتب العبادة هذه هي مراتب ديننا الحنيف وأساسه. وأما عن فوائد العبادات، فهي فوائد عامة في العبادة، من المعلوم أن ثمة فوائد عامة تشترك فيها كل العبادات، ومن هذه الفوائد:
-
أن تكون النية شرطا للعبادة.
فكل عبادة تتم تأديتها بهذا الشرط، فلا تقبل العبادة إلا إذا كانت إلى الله فقط.
-
تعلق المسلم بالله تعالى.
فنلاحظ أن جميع العبادات تربط المسلم بربه في مقاصده وأهدافه، فعبادة الصلاة التي يؤديها يوميا خمس مرات على الأقل، المال الذي يؤدي زكاته، عبادة صيام رمضان التي يؤديها سنويا وعبادة الحج التي يؤديها عند استطاعته مرة في العمر، كل هذه العبادات تذكر الإنسان بالله عندما يفعلها، وتربطه به سبحانه.
-
تجعل العبد مفتقرا دائما إلى الله.
حتى يشعرون بمراقبة الله عليهم، فتتحقق لديهم العبودية، فدوما يشعرالعبد وهو يؤدي عبادته أنه مفتقر إلى الله، وهل عمله مقبول، فيحمد الله عليه، أم هو مردود؟ وذلك يحقق الهدف من العمل الخالص لله تعالى.
-
ترفع الحرج وتخفف عن المسلمين.
فمن فوائد العبادات ومقاصدها أنها في حدود وسع العبد دون مشقة أو تعسير عليه، قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ النساء: 28.
-
تهذب وتطهر وتصحح النفس.
فمن فوائد العبادات أنها تجعل النفس مهذبة ومطهرة من الذنوب، التي تدنسها وتقلل من شأنها.
-
تدعو إلى وحدة الأمة.
فهناك عبادات تؤدى في جماعة، وأعلى الله قدر أدائها هكذا، فالصلاة في جماعة مشروعة، ويصوم المسلمون ويفطرون في وقت واحد في شهر رمضان، وعند أداء الزكاة يحدث التعاون والتكافل بوقوف الغني بجانب الفقير وعند أداء الحج، يقوم المسلمون بالمناسك في نفس الوقت وبنفس الزي.
-
تؤكد فكرة المساواة.
وذلك ما أكد عليه دين الإسلام، عن طريق العبادات التي أوجبها الله تعالى، فالبنسبة إلى الصلاة، فكل المسلمون متساوون في الصلاة في الوقوف في صف واحد، وعند الصوم يتساوى المسلمون في الصيام، وعند الزكاة، كل من تجب عليه ينفق، وبالنسبة إلى الحج، يتساوى المسلمون في تأدية المناسك وارتدائهم لملابس الحج.
وفي الختام، يمكنك أن تجعل كل حياتك عبادة، وذلك بإخلاص نيتك في كل عمل طيب تقوم به. قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام:162.
المصدر:شامل