مجالات العبادات
إن الإسلام دين يسع الحياة كافة، وجعل الله سبحانه وتعالى كل أمر يقوم به الإنسان في حياته عبادة إذا أخلص العبد النية لله تعالى وحدة، لذا فإن مجالات العبادات في الإسلام واسعة وكبيرة وشاملة لكل الحياة وهو من رحمة الله الكريم على عبادة الذي شرع للخلق دينًا شاملًا.
مجال العبادات
كما ذكرنا فإن العبادة في الإسلامة شاملة لكل مجالات حياة الإنسان، فكل علم يقوم به الإنسان يمكن أن يكون عبادة ويمكنه أن يقوم بها دون أن يقوم بأي مجهود، ولكن قبل أن نتدث عن مجالات العبادة سنعرفكم أولًا ما هي العبادة؟ العبادة هي كل قول أو فعل شرعه الله للمسلم ليؤدي واجبه كمسلم لله تعالى، وتنقسم العبادة إلى عبادات مفروضة وتشمل أركان الإسلام الخمس وهي شهادة أن لا إله الله وأن محمدًا رسول الله، أقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. ثم بعد ذلك تأتي العبادات التي يقوم بها المسلم للتقرب من الله تعالى، مثل الأذكار والنوافل والدعاء، والصدقة وصلة الرحم والإحسان للناس وغيرها من الأعمال التي يتزود بها المسلم حتى يزيد من حسناته.
مجالات فقه العبادات:
إن الإسلام هو دين شُرع ليكون بمثابة قانون للحياة، قانون يحفظ الحقوق ويحمي الحريات وقانون يسير عليه المرء بليسهل عليه الحياة فالدين يسر وليس عسر، ولم يشرع الله لنا هذا الدين إلا لأنه يحبنا. مجالات العبادة واسعة ومتشعبة، وأولها وأهمها هي الفرائض التي فرضها الله على الإنسان وتتمثل في أركان الإسلام لاخمسة التي ذكرناها سابقًا، وهي عبادات تكون واجبة على المسلم وحق لله تعالى وحدة.
وهناك امثلة على العبادات الأخرى مثل الدعاء وهو أن يطلب الداعي ما ينفعه ويطلب من الله أن يبعد عنه ما يضره وحقيقة الدعاء هي أظهار الافتقار إلى الله تعالى والتبرؤ من الحول القوة وفيه معنى الثناء على الله، وإضافة الجود والكرم إليه. الدعاء هو طاعة لله وامتثال لأمره وهي من العبادات القلبية:
قال تعالى:”وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”. [سورة غافر: الآية 60]
الدعاء يعد عبادة للمسلم وهو أكرم شيء للإنسان:
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ”. [رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني]
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ”. [رواه أحمد والبخاري، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]
اعظم عبادة عند الله هو الدعاء لتكون سببا لرفع غضب الله عنا: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ”. [رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني]
الدعاء سلامة من العجز: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ”. [رواه ابن حبان وصححه الألباني]
ربما تفيدك قراءة:عبادات روحية كل يوم
عبادات الجوارح
عبادات الجوارح تعني العبادات التي يشترط لحدوثها أن تتحرك جوارح الإنسان أي تتحرك أعضاءه كيديه وقديمه مثل الصلاة، والحج والعمرة وهي عبادات لا يمكن أن يقوم بها الإنسان وهو جالسًا أو أن يقوم بها بقلبه فقط وإنما يجب أن يتحرك ويؤدي أركانها كاملة دون نقصان حتى تكون مقبولة إن شاء الله. وطبعا الصلاة والحج من العبادات الواجبة التي يجب على كل مسلم أن يقوم بها ولكن في بعض الحالات يمكن للإنسان أن يسقط عنه الفريضة وهذه الحالات كالتالي: إن الأصل في وجوب التكليف للمسلم أن يكون بالغًا عاقلًا لذا فالطفل الصغير لا يحاسب على تركه الفروض حتى يبلغ ويرشد، ومعنى أن يكون الإنسان عاقلًا أن يدرك ما حوله وأن يكون فاهمًا لما يقوم به لذا هناك بعض الأمراض التي يمكن أن يُصاب بها الإنسان تجعله غير قادر على القيام بالفرائض لأنه غير مدرك للحياة من حوله مثل الجنون وأمراض الزهايمر.
الدروس المستفادة من العبادات المفروضة أن الإنسان هو فقير لله تعالى لا حول له ولا قوة بدون الله. الصلاة هي عمود الدين ولا تسقط عن مكلف بحال ما دام عقله معه، ولا يجوز للمسلمين بالتهاون في شأن الصلاة لأنه أمر عظيم ولا يجب إضاعة الصلاة لأنها من أكبر من الذنوب والواجب على المسلم أن يؤدي الصلاة حسب استطاعته فإذا كان قادرًا على الوقوف وأداء جميع أركان الصلاة فعليه الصلاة وهو واقف، وإذا كان عاجزًا عن الوقوف والركوع والسجود لعجز أو مرض أو حادثة فعليه الصلاة هو جالس، وإن كان لا يستطيع أن يقوم من سريره يصلي على جنبه وإن كان غير قادر يصلي على ظهره فالصلاة لا تسقط عن المسلم ما دام عقله معه ولو لم يقدر على أن يتحرك كمن هو مصاب بالشلل التام يمكن أن يصلي بالإشارة بعينيه أو إذا كان عاجزًا يصلي بقلبه.
وعلى هذا، افضل العبادات البدنية لا يوجد عذر لعدم أدائها ومن يجد مشقة في الحركة سهل الله عليه بأن يقوم بها جالسًا أو نائمًا أو على جنبه أو على ظهره أو بعينيه. وكونه يعاني من التبول اللا إرادي لا يسقط عنه الصلاة أيضا، بل يجب أن ينظر إلى حالته فإذا كان البول ينقطع في أوقات الصلاة فعليع أن يتوضأ ويصلي وإذا استمر نزول البول ولا ينقطع أي أن يكون لديه مرض سلس البول على أن ينتظر ذلك الوقت ثم يتطهر ويصلي، ولو استمر نزول البول فليضع خرقة ويتوضأ ويصلي ولا يضره إذا نزل البول وقت الصلاة. واحتمال وجود نجاسة على ملابس الشخص المذكور مع عدم علمه بها لا يترتب عليه إثم ولا بطلان للصلاة، وإنما المبطل هو الصلاة هو النجاسة عمدا مع التحقق من وجودها والذكر لها والقدرة على إزالتها.
ربما تفيدك قراءة: انواع العبادات في الاسلام.. ما تنفرد به المرأة
ما هي اركان العبادة
أركان العبادة كالتالي:
أولا- الإخلاص: وتعني أن يقصد العبد بعبادته تلك وجه ربه والدار الآخرة، وهي من أهم اركان العبادة قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينحكها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) وترك الإخلاص يبطل العبادة.
ثانيًا- الصدق: ويعني الصدق في العزيمة وهي جيدة عني أن يبذل العبد كل جهده للامتثال لأمر الله تعالى واجتناب نواهيه، وأن يستعد المؤمن للقاء ربه وأن يترك التكاسل في طاعة الله.
ثالثًا- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم: وهي افضل الطاعات أن يعبد الإنسان ربه وفقًا لما شرعه الله له وأن يبتعد عن البدع التي اختلقها الإنسان أمّا أن يعبد الناس ربهم بغير علم فهذه هي البدعة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وذم فاعلها، وأخبر أن عمله ضلالة. فقال:” كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”. وصاحب البدعة عمله مردود عليه غير مقبول منه.
ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” وفي رواية لمسلم:” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”
ربما تفيدك قراءة … مجالات العبادة في حياتك اليومية
افضل العبادات في رمضان
في شهر رمضان الكريم يتسابق المسلمون لأخذ الأجر والثواب بالصيام والقيام والصدقة والصلاة، وما ننصحكم به في هذا الشهر الكريم هو التنوع في العبادات حتى تخرج من قلبك الفتور وتكون مخلصًا في عبادتك وهي من أركان العبادة التي ذكرناها سابقًا. فعلى المسلم أن يأخذ من انواع العبادة وينوع بينها ويرجوا من الله الثواب والأجر إن شاء الله.
وهذا جدول مقترح منا للعبادة في رمضان:
أولا- التحسر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم تسحروا فإن في السحور بركة.
ثم صلاة الفجر وصلاة سنة الفجر وبعدها ذكر الله بعد العبادات
أن يقول أذكار ما بعد الصلاة وهي أَسْـتَغْفِرُ الله. ثلاث مرات.
اللّهُـمَّ أَنْـتَ السَّلامُ، وَمِـنْكَ السَّلام، تَبارَكْتَ يا ذا الجَـلالِ وَالإِكْـرام. مرة واحدة.
لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْد، وهوَ على كلّ شَيءٍ قَدير. مرة واحدة.
اللّهُـمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَـيْت، وَلا مُعْطِـيَ لِما مَنَـعْت، وَلا يَنْفَـعُ ذا الجَـدِّ مِنْـكَ الجَـد. مرة واحدة.
ثم بعد ذلك يحدد لنفسه وردًا للقرآن يقرأه كل يوم ووردًا للتفسير.
الصلاة في وقتها، وصلاة النوافل، وصلاة التراويح، وقيام الله، والصدقة، وأذكار الصباح والمساء، وإخراج زكاة الفطر عنه وعن أهله إذا كان عائلًا لأهله.
من فوائد العبادات أنها تذكرنا أن الله سبحانه وتعالى موجود دائمًا معنا ولا ينسانا.