تعرف اقسام العبادة والعبادات الواجبة
ما أجمل أن يتعرف المسلم كل يوم على معلومة جديدة تنفعه في دنياه وآخرته! وكلنا يعبد الله بطريقته الخاصة، فمنا من يصلي ويصوم، ومنا من يلتزم بأذكار الصباح والمساء ويتصدق ويذكي عن أمواله، ولكن هل اقسام العبادة هكذا فقط، سوف نجيبك في هذا التقرير.
العبادات الواجبة
في البداية نعرفك على معنى العبادة في الإسلام، فهى كلمة شاملة لكل عمل وقول يُحبّه الله تعالى عز وجل ويرضاه، سواءً كانت تلك العبادة عبارة عن القول أو العمل قلبياً أو ظاهرياً، ولكن بشرط أن تكون النية في هذا القول أو العمل خالصة لوجه لله، مع ضرورة موافقة كيفية أداء العبادة لما جاء في سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد عرّف أهل الصلاح والتقوى مفهوم العبادة في الاسلام وخصائصها أيضاً على أنّها اجتناب نواهي الله تعالى والابتعاد عما حرمه، والتزام أوامره، وفي هذا التعريف بيان لاستحقاق الله تعالى وحده لتشريع العبادة، ويقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ)، والعبادة في الأسلام من أفضل ما تعمله في حياتك في الدنيا، ودليل على ذلك تشريف الله تعالى لملائكته ورسله بها، فقال الله تعالى في تشريف الملائكة بالعبادة: (وَلَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَمَن عِندَهُ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَلا يَستَحسِرونَ).
ربما تفيدك قراءة: مجالات العبادات في الحياة اليومية
فوائد العبادة
إنّ العبادة تُحرّر المسلم من الذلّ والخشوع لأي إنسان في هذهِ الدنيا فالله دائمًا في دقلبه وعقله، وتجعله يخضع لأوامر الله فقط، حيثُ قال تعالى في آياتهِ المباركة: (إنّ عبادي ليس لك عليهم سُلطانٌ إلّا من اتّبعك من الغاوين). كما إنّ العبادة تساهم في دخول الإنسان الجنة ونيل غفران الله، حيث قال سبحانه وتعالى في آياتهِ المباركة (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ كانت لهم جنات الفردوس نُزُلًا خالدين فيها لا يبغون عنها حولًا)، ولا ننكر إنّ العبادة تساعد الإنسان على التحلّي بصفات خصّها الله تعالى لعباده الصالحين، حيثُ قال الله في آياتهِ الكريمة (فبشّر عبادِ الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنهُ أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب)، بالإضافة إلى ذلك تساعد العبادة على تمكين الإنسان المسلم ونصرهِ في الدنيا، حيثُ يقول الله تعالى في آياتهِ الكريمة (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتو الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المُنكر ولله عاقبة الأمور).
انواع العبادة والغاية منها:
اعلم أن التوحيد يعد من أفضل العبادات على الإطلاق، ويليه مباشرة الصلاة بحسب الرأي الراجح، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ولأنها أول شئ ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ويُحاسب عليه، فمن أداها كما يجب نجا من عذاب الله وفاز برضاه، ومن تركها وضيّعها ارتكب اثم وخسر، ويجدر بيان أنّ تأدية الصلاة على الوجه المطلوب يُقصد بها أداؤها بكامل شروطها، وواجباتها، وأركانها، والخشوع فيها، وتعلّم أحكامها، ومن أنواع العبادات الأخرى:
قراءة القرآن الكريم؛ فبكلّ حرف يقرؤه المسلم تُكتب له عشر حسنات يالها من فرصة، وهذا دليل على أن قراءة القرآن عبادة عظيمة الأجر والثواب.
إجابة المؤذن، أي الصلاة فور سماع الآذان.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها ويفضل الصلاة عليه طوال أيام الأسبوع وفي أي وقت.
الأذكار بعد صلاة الفريضة، فهى تحمي المسلم من كل شر.
طلب العلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اطلبوا العلم ولو في الصين.
الجهاد في سبيل الله تعالى.
الدعاء؛ فهو من أعظم العبادات التي تيؤديها المسلم وخاصة في وقت الضراء ونزول البلاء والمصائب، وقد ذمّ الله تعالى من يُعرض عن دعائه ولا سيّما عند الشدائد، وذلك لأنّه وحده سبحانه كاشف الضرّ ورافع البلاء.
الزكاة: وتتمثل الزكاة بنزول الأغنياء عن بعض أملاكهم للفقراء والمحتاجين تقرباً إلى الله تعالى، وقد شرع الإسلام الزكاة لمقاصد كثيرة، منها تطهير نفس الفقير من الحقد والحسد.
الصوم: الصوم ليس امتناعاً عن تناول الطعام والشراب وصون الفرج فقط، وإنّما فرضه الله تعالى إعداداً للنفس وتهيئتها للتقوى، وذلك باستحضار سلطان الله تعالى ومراقبته لعبد، وبذلك منع النفس من انتهاك حرمات الله تعالى، وهذا ما يساعد على إحياء ضميره واتقاء ما يضرّ الآخرين.
الحج: جعل الله تعالى فريضة الحج جمعاً للمسلمين من بقاع الأرض جميعها وذلك “لمن استطاع إليه سبيلا” للتعارف وتحقيق المصالح والمنافع الروحية، والمادية، والدنيوية والأخروية.
ربما تفيدك قراءة: انواع العبادات في الاسلام.. ما تنفرد به المرأة
مجالات العبادات
بحسب الشيخ فؤاد الهجرسي، للعبادات في الإسلام مجالان رئيسيان أحدهما الحياة الدنيا بكل جوانبها عملاً وإنتاجًا وأخذًا وعطاءً وتعليم صنعة وعون مظلوم وكف الأذى الشخصي عن الناس، وغيره، وثانيهما، الكيان البشري كله من قرنه إلى قدمه حواسه وعضلاته وأعضائه الداخلية.
يتضح من ذلك لأنه في حين نعلم أن مجالات العبادات مقسمة بحسب مطلوب الشرع الحكيم على حواس الإنسان وعضلاته وأعضائه الداخلية كل فيما يخصه، وهي عشر:القلب واللسان والسمع، والبصر والشم والذوق، واليدن والرجل، والفرج، وركوب الدواب على اختلافها. وكل حاسة من هذه الحواس تكون عبادتها بين واجب ومستحب ومندوب إليه.
والقلب هنا هو ملك الحواس والأعضاء كلها، لأن أداء هذه الأجزاء في الجسد يحتاج إلى إخلاص نية، وتوكل على الله ثم صبر على معاناة العبادة. والقلب له الحظ الأوفى من تحقيق العبودية لله تعالى فمع الإخلاص والحب والتوكل والصبر تكون به الإنابة إلى الله والخوف منه والرجاء إليه.
اقسام العبادة ظاهرة وباطنة
وبعد معرفة معنى العبادة ومجالات العبادات المختلفة التي ينبغي على كل مسلم أدائها، يجب ان تعرف ما اقسام العبادة:
تنقسم إلى عبادات قولية، وعبادات عملية. والظاهرة والباطنة؛ قد يكون القول ظاهرا، وقد يكون باطنا، وقد يكون العمل ظاهرا، وقد يكون باطنا.
وقول اللسان أعمال كثيرة مما أمر الله به مثل الذكر وتلاوة القرآن، وقول كلمة المعروف ونحو ذلك، هذه كلها من أنواع العبادات اللسانية. وقول القلب هو نيته ، قصده،
والعبادة لا تصلح إلا لله العبادة الظاهرة أو الباطنة، القلبية أو اللسانية، أو التي موردها الجوارح، فهي لا تصلح إلا لله؛ فمن صرف شيئا منها لغير الله فقد توجّه بالعبادة لغير الله منافيا لما قال الله جل “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ”.
ربما تفيدك قراءة: ما مجالات العبادة للمرأة في بيتها؟
ما هي أركان العبادة
أول هذه الأركان هو الإخلاص : بأن يقصد العبد وجه ربه والدار الآخرة، فقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينحكها، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) وترك الإخلاص بالتأكيد ولا بد يبطل العبادة.
وقالوا: ”من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ”، كما قالت اليهود والنصارى: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )) سورةالمائدة. فيقول الزنديق: أنا أحبه، وإذا أحببته وأحبني، فإن الحبيب يعفو عن حبيبه، ومهما أخطأ الحبيب على حبيبه فإنه لا يؤاخذه.
امثلة على اركان العبادة
فيستحل المحرمات ويقول: نحن نعصي الله ونحبه -تعالى الله عما يقولون- فهم لا يخافون عذابه ولا يرجون رحمته، ويقولون: نحن لا نعبده من أجل الجنة أو من أجل النار، ويقولون: أنتم تجار، تعبدونه من أجل الجنة والنار، أما نحن فنعبده لذاته -محبة فقط- فهؤلاء زنادقة، لأن الأنبياء والرسل عبدوا الله بالثلاثة (الحب والخوف والرجاء).
الركن الثالني هو الصدق والخوف: ونقصد هنا الصدق في العزيمة، بأن يبذل المسلم جهده في امتثال أمر الله واجتناب نهيه، والاستعداد للقائه، وترك العجز، وعدم التكاسل عن طاعة الله.
”ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري ” ومعنى حروري أي خارجي، لأن الخوارج كانوا في مدينة إسمها حروراء وقالت عائشة رضي الله عنها، لما سئلت: لِم تقضي الحائض الصيام ولا تقضي الصلاة: قالت أحرورية أنت؟ فهذا هو مذهب الخوارج بدع وابتداع، أي: تريدين أن تقيسي بعقلك وتقضين الصلاة أيضاً؟! فهذا ديننا، فالذين عبدوا الله بالخوف هم الخوارج فكانوا يقومون الليل، ويصومون النهار، ويقرءون القرآن، وكانت عبادتهم كما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصحابه: {تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتكم إلى قراءتهم} فعندهم خوف فقط، ولا يوجد رجاء، أو محبه، فلم ينفعهم ذلك، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية} فهم خرجوا من الدين ومرقوا من الدين.
والركن الثالث: متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يعبد الله إلا وفق ما شرعه الله، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسل، أمّا أن يعبد الناس ربهم بغير علم فهذه هي البدعة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وذم فاعلها، وأخبر أن عمله في الضلال. فقال : ” كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”. وصاحب البدعة عمله مردود عليه غير مقبول منه.
ففي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” وفي رواية لمسلم : ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد “.
وفي النهاية، وبعدما تعرفت على أركان العبادات ومجالاتها، نتمنى أن نكون أجبنا على سؤالك ويتقبل الله عز وجل منا ومنكم صالح الأعمال.
ربما تفيدك قراءة: انواع العبادات في العيد.. كيف تجمع الفرح مع الأجر؟